بعدما أُطلقت هذه العبارة أصبح السلام لا يتطلب شجعانًا.. ولم تعد القيادات العربية قادرة على انتقاد إسرائيل
-------------
بقلم: محمود خير الله - جريدة "الدستور" القاهرية - الأحد 25/11/2007
"هل هذا سلام شجعان حقًا؟!"
نطقها أمامي "مريد البرغوثي" -الشاعر الفلسطيني الجميل- ذات مرة، غاضبًا من تسويات عربية غير منصفة لقضية الصراع.
ساعتها فكرت في هذه الكلمة التي تحمل من الدلالات والمعاني أكثر مما يُحتمل، كما أصبحت دليلاً على نوعيتين من رجال السياسة، والمضحك أنها أفضت إلى نتيجة مدهشة جدًا، فبعدما أُعلن عن "سلام الشجعان" لم يعد في السياسة العربية كلها أحد قادرًا على التصرف بأي نوع من الشجاعة مع العدو الصهيوني.
مريد البرغوثي منحها طعمًا مختلفًا ومريرًا، يعادل حجم المرارة التي يعانيها فلسطينيو الداخل وفلسطينيو المنافي، منذ أكثر من نصف قرن من السنوات العجاف على بسطاء الفلسطينيين، وسنوات غير عجاف أبدًا على الزعماء والقادة المناضلين التليفزيونيين من جميع التيارات.
أول من استخدمها هو "شارل ديجول" حينما كان يدعو إلى تصفية الوجود الفرنسي في الجزائر، لكن حين نطقها "ياسر عرفات" كانت عنوانًا على تسوية مخلة صنعت معنى جديدًا وفضفاضًا لا مثيل له في التاريخ..
منذ "سلام الشجعان" لم يتشجع العرب على ارتكاب الشجاعة ضد هذه "الدولة".
منذ "سلام الشجعان" تحول القادة العرب -رئيسهم ومليكهم- إلى محض مرتعشين، محض مطبعين، والذي لم يكن يدركه "عرفات" أنه يؤسس لسلام من نوع آخر، اسمه "سلام القُبلات" والذي لا يتطلب شجعانًا لممارسته ولا رجالاً لإنجازه، يتطلب فقط شفاهًا مستعدة لنشر القُبلات على الخدود الحمراء لزعماء دولة الاحتلال الصهيوني..
منذ "سلام الشجعان" وحتى اليوم، لم تخض دولة عربية واحدة حربًا ضد إسرائيل، ولم يعلن زعيم عربي الوجود الإسرائيليز
وعلى العكس من ذلك، زادت القبلات بين الدبلوماسيين العرب والإسرائيليين في ظل الصراع الدامي على الأرض بين دبابات وأحجار، بين جنود وأطفال، بين مجنزرات و"نِبَل".. بحيث أصبحت القُبلات العربية على الخدود الإسرائيلية نوعًا من أشرس أنواع الخيانة..
ولعل الحكومة الإسرائيلية قرأت هذه الرسالة العربية، وفهمت أن "سلام الشجعان" لا يعني بالنسبة للعرب أكثر من "سلام القُبلات"، فوضعت على مقعد وزير الخارجية امرأة لا تخلو من الجمال والجاذبية هي "تسيبي ليفني" حيث تعادل القبلة على خدها بمئات القبلات على الخدود الرجالي!!
ولكي تمنح الحكومة الإسرائيلية بعدًا جديدًا للسلام مع العرب، هؤلاء المساكين الذين يجلسون إلى جوار حكوماتهم الضعيفة بانتظار أن يهبط السلام على حياتهم من فوق دون أي رغبة في تغيير هذا الواقع..
نعم، لقد هزم سلامُ القُبلات سلامَ الشجعان.. وبالقُبلةِ القاضية..!!
نطقها أمامي "مريد البرغوثي" -الشاعر الفلسطيني الجميل- ذات مرة، غاضبًا من تسويات عربية غير منصفة لقضية الصراع.
ساعتها فكرت في هذه الكلمة التي تحمل من الدلالات والمعاني أكثر مما يُحتمل، كما أصبحت دليلاً على نوعيتين من رجال السياسة، والمضحك أنها أفضت إلى نتيجة مدهشة جدًا، فبعدما أُعلن عن "سلام الشجعان" لم يعد في السياسة العربية كلها أحد قادرًا على التصرف بأي نوع من الشجاعة مع العدو الصهيوني.
مريد البرغوثي منحها طعمًا مختلفًا ومريرًا، يعادل حجم المرارة التي يعانيها فلسطينيو الداخل وفلسطينيو المنافي، منذ أكثر من نصف قرن من السنوات العجاف على بسطاء الفلسطينيين، وسنوات غير عجاف أبدًا على الزعماء والقادة المناضلين التليفزيونيين من جميع التيارات.
أول من استخدمها هو "شارل ديجول" حينما كان يدعو إلى تصفية الوجود الفرنسي في الجزائر، لكن حين نطقها "ياسر عرفات" كانت عنوانًا على تسوية مخلة صنعت معنى جديدًا وفضفاضًا لا مثيل له في التاريخ..
منذ "سلام الشجعان" لم يتشجع العرب على ارتكاب الشجاعة ضد هذه "الدولة".
منذ "سلام الشجعان" تحول القادة العرب -رئيسهم ومليكهم- إلى محض مرتعشين، محض مطبعين، والذي لم يكن يدركه "عرفات" أنه يؤسس لسلام من نوع آخر، اسمه "سلام القُبلات" والذي لا يتطلب شجعانًا لممارسته ولا رجالاً لإنجازه، يتطلب فقط شفاهًا مستعدة لنشر القُبلات على الخدود الحمراء لزعماء دولة الاحتلال الصهيوني..
منذ "سلام الشجعان" وحتى اليوم، لم تخض دولة عربية واحدة حربًا ضد إسرائيل، ولم يعلن زعيم عربي الوجود الإسرائيليز
وعلى العكس من ذلك، زادت القبلات بين الدبلوماسيين العرب والإسرائيليين في ظل الصراع الدامي على الأرض بين دبابات وأحجار، بين جنود وأطفال، بين مجنزرات و"نِبَل".. بحيث أصبحت القُبلات العربية على الخدود الإسرائيلية نوعًا من أشرس أنواع الخيانة..
ولعل الحكومة الإسرائيلية قرأت هذه الرسالة العربية، وفهمت أن "سلام الشجعان" لا يعني بالنسبة للعرب أكثر من "سلام القُبلات"، فوضعت على مقعد وزير الخارجية امرأة لا تخلو من الجمال والجاذبية هي "تسيبي ليفني" حيث تعادل القبلة على خدها بمئات القبلات على الخدود الرجالي!!
ولكي تمنح الحكومة الإسرائيلية بعدًا جديدًا للسلام مع العرب، هؤلاء المساكين الذين يجلسون إلى جوار حكوماتهم الضعيفة بانتظار أن يهبط السلام على حياتهم من فوق دون أي رغبة في تغيير هذا الواقع..
نعم، لقد هزم سلامُ القُبلات سلامَ الشجعان.. وبالقُبلةِ القاضية..!!
No comments:
Post a Comment